(¯`·._.·( رحيق الايمـــان )·._.·´¯)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله سلم البخيل من ُذكرت عنده فلم يصل علي رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
 
الرئيسية~~ عالم مختلف ~أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادمة البتول
عضومشارك
خادمة البتول


MMS : قلب بنت
انثى
عدد المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة Empty
مُساهمةموضوع: الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة   الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 13, 2010 2:16 am

الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة


نشأ العلامة عبد الحسين شرف الدين في النجف الأشرف ونهل من معين علومه، ولازم حلقات الدرس في الفقه والأصول ومختلف صفوف المعرفة ، حتى سطع نجمه في الأوساط العلمية حتى غدا علماً من أعلام الحوزة وأساطينها.

عاد إلى جبل عامل واستقربها، فحاول في خطوة لافتة منه التصدي لمشاكل مجتمعه، وتوجيه مساره نحو الرقي والتقدم، فأوقد منارة علمية في ربى جبل عامل وبالتجديد في مدينة صور حيث قام بتأسيس المدارس الجعفرية للبنين والبنات ، فرعاها بجهده واحتضنها بعرقه، فتحولت بعد فترة إلى الكلية الجعفرية، كما بنى مسجداً جامعاً في مدينة صور بعد من أفخم المساجد وأحسنها اتقاناً وجمالاً.

إيماناً منه بضرورة تحصيل العلوم العصرية إلى جانب التعاليم الدينية، لم يقتصر دور العلامة شرف الدين على التحصين التربوي والتبليغي بل دخل إلى ميدان السياسة والجهاد من بابه الواسع، فكانت له مواقف شجاعة ومشرّفة من الاستعمار الذي عبر بوضوح عن رفضه له، فالتقى مع الشيخ حسين مغنية لجنة تقصي الحقائق الأميركية، ومما قاله في هذا الشأن:»إننا نرفض الاستعار الفرنسي ونرفض التدخل في أمورنا، ونرفض المساعدات، ولكننا إذا جاءت المساعدات منكم أمريكا فلا مانع«.

وهذا ما يعبر بوضوح عن عمق رؤيته السياسية وقوة الوعي لديه، باعتبار أن أمريكا في ذلك الوقت كانت بمنأى عن الصراعات الاستكبارية في منطقتنا ولم تزج نفسها في آنونها كما هو عليه الحال الآن.

وفي نص آخر يعبر فيه عن طبيعة الأوضاع التي كانت سائدة في المرحلة التي عاشها وعن موقعه الطبيعي، وذلك بقوله:»كان استقبالنا للاحتلال الفرنسي استقبالاً صاخباً محتجاً يواجهها بالرفض والمعارضة، والميل عنها ميلاً لا هوادة فيه ولا لين...«.

وترافق ذلك مع حملة سيساسية ودبلوماسية تدعو إلى مقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب الحكومة العربية برئاسة الأمير فيصل ودعم خطواته الاستقلالية عن الفرنسيين. لم يترك وسيلة إلا واستخدمها في مقاومة المحتل من العرائض إلى البرقيات وإذاعة الأخبار في الإذاعات، إلى المواجهات والمصادمات مع الفرنسيين، ما اضطر المستعمر إلى التفاوض مع الثائرين رضوخاً لإرادة الجماهير الصاخبة.

وقف بقوة إلى جانب الثورة العربية الكبرى ودعمها خاصة بعدما رأى أن الخلافة العثمانية قد تحولت إلى كيان قومي يدعو إلى تتريك العرب والسعي إلى طمس هويتهم.

كان يتحرك بوعي سياسي متحفز فرفض منذ البداية النظام الطائفي في لبنان حيث كانت تتجاذب الساحة آنذاك تياران: الأول يمثل بالخط الثوري في الحركة العربية، والثاني: يدعو إلى فصل لبنان عن محيطه العربي ما أفضى في نهاية المطاف إلى انتاج تسوية تقوم على المقايضة تتمثل بتخلي المسيحيين عن الاستغاثة بالعرب واعطاءهم ضمانات وامتيازات مقابل أن لا ينفتح المسلمون على العالم العربي، وهذا ما عُبّر عنه في ميثاق 1943، الذي حكم المعادلة اللبنانية حتي منتصف السبيعنات من القرون الماضي.

من هنا وتلافياً لحصول أي فتنة أو اقتتال، لتحصين المجتمع وخاصة العاملي منه، تنادي والعامليين إلى مؤتمر »وادي الحجير« الذي التقى فيه العلماء والزعماء والناس العاديين للتداول في مستجدات المرحلة المقبلة، فأقسموا اليمين على احترام المسيحيين وعدم التعرض لهم بسوء وأرسلوا إلى ممثلي الخط الثوري رسائل يطلبون منهم أن يلتزموا بهذا الموقف.

وبالرغم من ذلك حصلت فتنة »عين إبل سنة 1920» التي عمل الاستعمار الفرنسي تغذيها، ولكن العلامة شرف الدين كشف عن خلفياتها بقوله:»فجهزت المسيحيين بالأسلحة بدعوة تمكنهم من حماية حوزتهم، ثم تغافلت عن الثوار تغافلاً اضطر المصلحون من هذه الأمة أن يطالبوا الحكومة بإيقاف الثوار عند حدّهم، لأن الحماس الطائفي اجتذب الآخرين، فماذا فعلت الحكومة ؟! الحقيقة التي رمت إليها من وراء ذلك هي أن يثور النصارى ليتسع الفتق؟!

كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في حركته السياسية فوجه نداءات إلى كل العرب والمسلمين، باعتبارها القضية المركزية ومعركتها معركة الانتماء والهوية والوجود، ونبه إلى خفايا ومخططات الاستعمار، ولذلك نراه يستشرف الخطط الاستعمارية في المنطقة، وبخاصة أهداف إقامة حلف بغداد الذي كان يضم إلى جانب العراق وتركيا كل من إيران وباكستان، في مواجهة الاتحاد السوفياتي، فخاطب شاه إيران بقوله: »حفظ الله الإيمان بحفظ إيران، دخولكم الحلف التركي العراقي ينذر بالقارعة، موقعكم بين فكي تنين يلزمكم الحياد« .

وكان له موقف شرف من العدوان الثلاثي على معبر فوجه برقية إلى ملك العراق آنذاك يدعوه فيها للاقتداء بعبد الناصر وبالملك حسين الذي كان في ذلك الوقت يسير في أجواء القضية إلى جانب عبد الناصر.

أما من الناحية العلمية فمن اللافت أن العلامة شرف الدين لم يترك كتباً في الفقه الاستدلالي، لأن مكتبته قد تعرضت للاتلاف والفقدان على أثر فتواه بالجهاد ضد الانتداب، ولكنه ترك العديد من المؤلفات في الفقه المقارن، التي تعبر عن مخزونه الفكري والثقافي وتطالعاته السياسية، حيث كان من أكبر الدعاة إلى الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب، وهذا ما نجده في كتاب »الفصول المهمة في تأليف الأمة«، ولم يكتف في خط التقريب والوحدة من الناحية النظرية بل عمد إلى ممارسة ذلك على أرض الواقع، فسافر إلى مصر واجتمع مع علمائها وعلى رأسهم شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري، حيث عقدت بينها اجتماعات متوالية وتداولاً في مختلف القضايا الأصولية والكلامية وكان من نتائج ذلك كتاب »المراجعات« ولم تقتصرموقعيته على بني قومه والمحيطيين به، بل جعل انفتاحه على الآخر، حضوراً مميزاً عند باقي المسلمين، وخطّ ذلك نهجاً وحدوياً فكل في إمامته الجموع المحتشدة في الحج، وهو أول عالم شيعي يؤم الناس في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام شرف الدين : نهج الجهاد وخط الوحدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`·._.·( رحيق الايمـــان )·._.·´¯) :: ®¤*~ˆ° .¸¸۝❝القسم الاسلامي ❝۝¸ :: الملتقي الاسلامــــــي~ صرح ينبض بالسلام-
انتقل الى: