الأسد: الذين يستخدمون منابر المساجد لغايات لا تتعلق بالدين "شركاء" في الدماء التي تسيل

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن "بعض علماء الدين الذين استخدموا المنبر لغايات "لا تمت للدين بصلة" هم "شركاء" في المسؤولية عن الدماء التي سالت في سورية التي تشهد حركات احتجاج منذ نحو ستة أشهر تخللتها أعمال مسلحة قام بها إرهابيون مسلحون".

وفي كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار أقامها تكريماً لعلماء الدين وبثها التلفزيون السوري مساء الجمعة، قال الرئيس الأسد إن "استخدام بعض أئمة المساجد للمنابر "أضر في هذه الأزمة... لأن المنابر ليست مكاناً للتعبير عن مكنونات الشخص... واستخدام المنبر لغايات لا تمت للدين بصلة هو نوع من التحريض ومَنْ يقُم بهذا العمل شريك في الدماء"/ داعياً إلى "عدم استغلال كلمة الله سبحانه وتعالى والتي هي الأكثر قدسية بالنسبة للبشرية في تحقيق غايات لا علاقة لها بالدين"

وأضاف إن "جزءاً مهماً من الأزمة (التي تشهدها سورية) سببه أخلاقي سواء من المسؤول أو المواطن" ورأى أن الحل يكون "بتكريس مبادئ الدين الصحيحة والأخلاق"، مؤكداً أن "العلاقة بين الإيمان والوطنية طبيعية وأن جوهرهما واحد وهو الأخلاق".

واعتبر الرئيس الأسد أن "التصرفات الفردية من قبل بعض الأشخاص مسؤولين أو مواطنين عاديين وخصوصاً تلك التي تسيء إلى المقدسات هي تصرفات فردية لا يجوز تعميمها، فالتعميم يعني أن تحمل نفس وزر أخرى"، موضحاً أن الرد على هذه الإساءات "يكون بمحاسبة المسيء كائناً من يكون".

وحثَّ الرئيس الأسد على مراجعة الأحداث التي شهدتها سورية والاستفادة منها لما فيه خير سورية وشعبها، وقال إن "تجاوز هذه الأحداث بحاجة إلى تعاون الجميع وإلى الكثير من العقل والحكمة بدلاً من الأخذ بالعواطف والانفعالات" وأكد أن دور علماء الدين كان "أساسياً في الحفاظ على الوطن وتوعية المواطن ودرء الفتنة"، داعياً إلى "تكريس القيم والمبادئ والدين الصحيح في فكر المواطنين والاجيال القادمة وخصوصا أن الشعب السوري حسم كلمته أن لا تفاوض على الوطن والمبادئ والدين".

كما دعا الرئيس السوري الجميع من علماء دين ومسؤولين إلى "تحمل مسؤولياتهم في تعزيز اللحمة بين أبناء الشعب السوري والمشاركة في عملية الإصلاح يداً بيد" ، مؤكداً أن "الاختلاف في الرأي أمر صحي طالما أن الهدف واحد وهو بناء الوطن وطالما أنه لا يؤدي إلى الافتراق والتفرقة".

ونفى الرئيس الأسد أن "تكون وحدات الجيش اعتدت على المساجد، وتطرق إلى حادثة قصف مأذنة أحد مساجد مدينة دير الزور "شمال شرق" التي دخلتها وحدات من الجيش مؤخراً لتعقب المجموعات الإرهابية المسلحة، وأكد أنه "لم يتم قصف مأذنة الجامع بدير الزور، ولم يتم استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة" في المدينة، مشيراً إلى أن سبب انهيار المئذنة هو قيام المسلحين الإرهابيين "بتفخيخها من الداخل" لاتهام الجيش بقصفها للنيل من سمعته والإساءة إلى مهامه الوطنية، دخل الجيش إلى المدن لحقن الدماءوأشار الرئيس الأسد إلى أن "الدولة اضطرت إلى الرد بالحسم العسكري والأمني عندما تم حمل السلاح من قبل بعض المخربين"، وقال إن دخول الجيش إلى المدن كان عملية هدفها "حقن الدماء"، ولفت إلى أن "وجود الدبابات في المدن يدخل الخوف والرهبة في قلوب المسلحين فيدفعهم إلى الهرب أو الاستسلام ويحمي الجنود"، مضيفاً إن "رفع حالة الطوارئ لا يعني السماح للمخربين كي يسرحوا ويمرحوا كما يشاؤون

وشدد الرئيس الأسد على "ضرورة الانتباه من المؤامرة التي يحاول الخارج تسويقها وزرع الفتنة في البلاد وخصوصاً عبر استهدافهم لدور الجيش الوطني الذي يقوم بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة"، مجدداً التأكيد أن مؤسسة الجيش "تجسد الوحدة الوطنية" في سورية.الغرب يكره العرب والمسلمين لكنه يحترم الذين يتمسكون بمبادئهم".

وتابع الرئيس الاسد "إنني أعرف أن الغرب يكره العرب ويكره المسلمين، وهم لا يهتموا بحقوق الإنسان.. والضغوط الخارجية لا تأتي من كون الغرب حريصاً على الشعب السوري وعلى الإصلاح كما يدَّعون بل لأن سورية عقدة العقد أمام المشروع الغربي في المنطقة وإذا سقطت سورية فرط العقد لذلك فهم يريدون منها تقديم التنازلات"، مشدداً على أن ذلك "لن يحدث لأن الشعب السوري اختار أن تكون له إرادة وسيادة مستقلة"، ورأى أن "الغرب وإنْ كان يكرهنا لكنه لا يستطيع إلا أن يحترمنا كلما تمسكنا بالوطنية والإسلام، وهم (الغرب) لا يحبون الإسلام كفكر ولكنهم يحترمون من يتمسك بمبادئه".

كذلك أكد أهمية "العلاقة الطبيعية بين العروبة والإسلام وأهمية الحفاظ عليها في مجتمعاتنا"، مشيرا الى أن "الدولة ماضية قدماً في مسيرة الاصلاح بخطوات ثابتة"، ومنوهاً بضرورة أن يكون هذا الإصلاح "مدروساً بعناية وأن يبنى على حاجات المجتمع الطبيعية وليس حاجاته الطارئة"، وقال ختما إن "الإصلاح لا يتناقض مع الجهود التي تقوم بها الدولة لإعادة الأمن والأمان للمواطنين".

الله ينصر شعب سوريا بالقريب العاجل