صنعاء- أ. ف. ب: قتل 17 شخصا امس في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكبا من الشيعة الزيديين الذين كانوا ينوون الاحتفال بيوم الغدير في منطقة الجوف شمال اليمن حيث ينشط التمرد الحوثي حسبما افاد المتحدث باسم التمرد. واتهم شيخ قبلي تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء الهجوم الذي اكد انه انتحاري.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام ان «17 شخصا قتلوا واصيب حوالي 15 اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبا شيعيا في محافظة الجوف». وذكر عبدالسلام ان الموكب كان يستعد للاحتفال بيوم الغدير مشيرا الى ان الهجوم قد يكون انتحاريا الا انه رفض توجيه اصابع الاتهام الى اي جهة. وقال «حتى الآن لانتهم احدا». من جهته اكد شيخ قبلي ان الهجوم انتحاري ونفذ بسيارة رباعية الدفع. وبحسب الشيخ، فان السيارة المفخخة اعترضت موكب الشيعة وان بين القتلى احد شيوخ القبائل في الجوف يدعى حسين بن احمد بن هضبان. واتهم الشيخ القبلي تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء هذا الهجوم.
ورجحت مصادر قبلية ان ترتفع حصيلة القتلى مشيرة الى ان الموكب الشيعي كان يتجمع للانطلاق نحو مدينة الزاهر في جنوب غرب الجوب بالقرب من الحدود مع محافظة عمران للاحتفال في يوم الغدير. وتقع محافظة الجوف شرق محافظة صعدة معقل التمرد الزيدي الحوثي، وشهدت معارك بين الحوثيين والقوات اليمنية خلال الجولة الاخيرة من النزاع بين الطرفين. ويحتفل الشيعة في العالم بعيد الغدير في الثامن عشر من شهر ذي الحجة، وفي شمال اليمن. ويحيي الزيديون بشكل خاص هذا العيد باشعال النيران على الجبال واطلاق المفرقعات والاسهم النارية. وقد عمت الاحتفالات منذ مساء الثلاثاء في مناطق الزيديين، فيما دعا زعيم التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي الى احتفالية كبيرة بذكرى يوم الغدير في محافظة صعدة. ومحافظة الجوف من ابرزمناطق الحوثيين بعد صعدة وعمران، الا انها شهدت في السابق ايضا عمليات استهدفت عناصر من تنظيم «القاعدة» الذي ينشط في اليمن.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة اعربت عن قلقها من «التصعيد الخطير» للمعارك في شمال اليمن مع ارتفاع حدة المواجهات بين المتمردين وقبائل موالية للحكومة على رغم وقف اطلاق نار النافذ منذ حوالى تسعة اشهربين صنعاء والمتمردين الحوثيين الشيعة. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين اندري مهاجيتش في تصريح صحافي «قتل عشرون شخصا على الاقل واصيب اخرون بجروح في الايام العشرة الاخيرة في اسوأ اعمال عنف في شمال اليمن منذ توقيع وقف اطلاق النار في فبراير». واثراعمال العنف هذه، ارسلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عناصر الى الارض لتقييم حجم نزوح المدنيين وخصوصا في مناطق قريبة من المملكة العربية السعودية. وفي فبراير وقعت القوات الحكومية والمتمردون وقفا لاطلاق نار في شمال اليمن بعد تدهور الوضع على الحدود مع السعودية. واثار تجدد المعارك في اغسطس 2009 ضمن النزاع المتواصل منذ 2004، حركة نزوح كثيفة خصوصا في منطقة صعدة. ومن اصل 300 الف نازح عاد 20 الفا فقط الى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال مهاجيتش «نبقى قلقين للغاية بسبب استحالة الوصول (الى المناطق المتوترة) وبسبب الوضع الانساني في مناطق اخرى» في شمال اليمن